نكاد نجزم أن معظم الناس حالياً، يعانون من واحد أو أكثر من مشاكل الجهاز التنفسي الشائعة مع تغير الطقس من الحار للبارد مع بدء فصل الخريف، مثل الزكام، نزلات البرد والإنفلونزا.
وتحدث الإصابة بالإنفلونزات نتيجةمجموعة من سلالات فيروس الإنفلونزا التي قد تكون خطرة،وتتغير بمرور الوقت، ما يجعل الحصول على لقاح سنوي ضد هذا المرض أمرًا مهمًا بجانب الحرص على الوقاية منه في تدابير يومية مثل غسل اليدين، وفقًا لخبير من منظومة الرعاية الصحية العالمية كليفلاند كلينك.
وقال الدكتور شريف مسعد، طبيب الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك، إن جميع سلالات فيروس الإنفلونزا تشترك في الأعراض التي تُسببها، مشيرًا إلى أن الحمى والصداع والسعال هي الأعراض الأساسية الثلاثة لجميع هذه الفيروسات.
وكانت منظمة الصحة العالمية أشارت حديثًا إلى ارتفاع في نشاط الإنفلونزا في العديد من البلدان، قائلة إن تدابير الصحة العامة التي اتُخذت للحدّ من انتقال فيروس "كوفيد-19" قلّلت أيضًا من نشاط فيروسات الإنفلونزا. وأوضحت أنه أصبح بإمكان هذه الفيروسات الانتقال بسهولة أكبر بعد إزالة تلك التدابير. بدورها أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث يمارس الدكتور مسعد جانبًا من نشاطه المهني، إلى زيادة في نشاط الإنفلونزا الموسمية.
أنواع فيروسات الإنفلونزا

أوضح الدكتور الخبير في الأمراض المعدية أن هناك ثلاثة أنواع من عائلات فيروسات الإنفلونزا تصيب الناس، تُعرف بإسم فيروسات الإنفلونزا "A" و"B" و"C"، أكثرها خطورة وتفشيًا العائلتانA و B. فيما تُسبَب فيروسات العائلة C مرضًا خفيفًاعند البشر والحيوانات، وهي أقرب إلى نزلات البرد، ولا تستطيع اختبارات الإنفلونزا الشائعة الكشف عنها.
وتُعدّ فيروسات الإنفلونزا A الأكثر شيوعًا وتفشيًاوهي سبب أوبئة الإنفلونزا الموسمية، فضلاً عن جوائح الإنفلونزا العالمية. ويمكن لفيروسات الإنفلونزا Aأن تؤثر في البشر والحيوانات على السواء، ومن ذلك جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت أوروبا في العام 1918، ووباء "إنفلونزا الخنازير"(H1N1)الذي ضرب مناطق حول العالم في العام 2009.
وفي المقابل، فإن عائلة فيروسات الإنفلونزا B لا تُؤثر سوى في البشر، ولا تنتشر إلى حدّ الأوبئة. ومن المرجح أن تتسبب فيروسات B في إصابة الأشخاص بالمرض في وقت لاحق من موسم الإنفلونزا، مقارنة بفيروسات النوع A.
كيف تواكب اللقاحات طفرات الفيروس

هناك نوعان من طفرات فيروس الإنفلونزا، بحسب ما أوضح الدكتور مسعد؛ الأول هو "الانجراف المستضدي"، المتمثل بالطرق الصغيرة التي يتحوّر فيروس الإنفلونزا فيها كل عام، ويُعدّ هذا النوع من الطفرات سبب انتشار وباء الإنفلونزا السنوي. أما الثاني فهو "التحول المستضدي"، ويتمثل بـ "موجة مدّ" من طفرة فيروس الإنفلونزا، تشهد إصابة البشر بسلالات جديدة من الإنفلونزا قادمة من الحيوانات، لا سيما الخنازير والطيور.
وأضاف خبير الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك أن هذا ما حدث في العام 2009 مع فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1، موضحاً أنه"كان فيروسًا جديدًا تمامًا على البشر، لذلك لم يكن أي شخص قد بنى أي مناعة ضده على الإطلاق".
وتراقب منظمة الصحة العالمية سنويًا التوجهات السائدة في تحوّر الفيروس لتحديد سلالات الإنفلونزا الأكثر شيوعًا، ليتخذ كل بلد بعدها قراره بشأن الفيروسات التي يجب تضمينها في لقاحات الإنفلونزا المُرخصة التي يتيحها لسكانه. وتُصنع لقاحات الإنفلونزا بعد هذه القرارات لحماية الأفراد مما يتوقع الخبراء أن يكون أكثر فيروسات الإنفلونزا AوB انتشارًا في موسم الإنفلونزا.
الوقاية خيرٌ من العلاج
هي النصيحة التي يسديها معظم الخبراء ومنهم الدكتور مسعد، الذي رأى أن اتباع أفضل ممارسات الوقاية، بالإضافة إلى الحصول على التطعيم، قد يكفل للأفراد البقاء بصحة جيدة في موسم الإنفلونزا.
وأبرز ممارسات الوقاية هذه تتضمن الآتي:
- العناية بنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون. وإذا لم يكن الصابون متاحًا فبالإمكان استخدام معقم اليدين الكحولي.
- تجنّب الاقتراب من أشخاص تبدو عليهم آثار الإعياء، خاصة إذا كانوا يعانون الحُمى.
- تجنُب الاقتراب من المرضى.
- تجنَب لمس العينين والأنف والفم.
- تناول طعام مغذّ، وممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من الراحة.
- يمكن التفكير في تناول الفيتامينات المتعدّدة المُكمّلة، وربما فيتامين د المُكمَلدعمًاللجهاز المناعي.