وأخيراً.. حسم الجدل عن جهاز "ألفا-ستيم" للعلاج النفسي

أثار إعلان جهاز "ألفا-ستيم" لعلاج الاضطرابات النفسية، جدلاً كبيراً في الأوساط الطبية السعودية من قبل العديد من الأطباء النفسيين، خصوصاً وأن من يروّج له الطبيب النفسي المعروف طارق الحبيب.
 
وجاء بيان صادر من الجمعية السعودية للطب النفسي، ليحسم هذا الجدل بشكل قاطع، حيث أكدت الجمعية أنّ الجهاز غير مرخّص من هيئة الغذاء والدواء، ويفاقم حالات المرضى.
 
وشدّدت الجمعية في بيانها على أنّه بعد الاتصال والتنسيق مع جهاتٍ وشخصيات عدة معنيّة بهذا الموضوع، داخل وخارج السعودية، توصّلت إلى أنّ فاعلية جهاز "ألفا-ستيم" غير مدعومة ببراهين علمية تكفي لإدراجه ضمن الأساليب العلاجية، التي يمكن لأي جهة علمية أو مهنية أن توصي به لعلاج الاضطرابات النفسية.
 
وركزت الجمعية على أن جهاز "ألفا-ستيم"، غير مصنف ضمن التوصيات العلاجية المبنية على البراهين من أية جمعية للطب النفسي في العالم، وأنّ "الجمعية لا تؤيد استخدام الجهاز لعلاج الأمراض النفسية في الوقت الراهن".
 
وتخشى الجمعية من أن يؤدي استخدام جهاز "ألفا-ستيم" إلى تأجيل العلاج الفعّال، ما قد يؤدي إلى تفاقم الاضطراب النفسي، كما تخشى أن يؤدي استخدام الجهاز إلى تحمّل المريض النفسي تكاليف علاجية غير مبررة علمياً.
 
جاء ذلك البيان من الجمعية بعد أن شنَ عدد من الأطباء والمختصين النفسيين السعوديين، قبل عدة أيام هجوماً حاداً على الطبيب النفسي المعروف، طارق الحبيب، بسبب ترويجه للجهاز الجديد، زاعماً أنه يعالج الاكتئاب والإدمان على المخدرات والتدخين، وحتى اضطرابات النوم.
 
وكان الدكتور الحبيب ظهر في إعلان فيديو لتسويق الجهاز الذي يتم بيعه في مركز صحي تابع له بنحو 1330 دولاراً، رغم أنه يباع في الولايات المتحدة الأميركية بأقل من 700 دولار.
 
واعتبر الأطباء أنّ ترويج الطبيب الحبيب للجهاز، والذي يظهر في برامج تلفزيونية بشكل معتاد، يعدّ نوعاً من التضليل والخداع، كون الجهاز المعني لا يؤدي الغرض منه، وكل ما يثار عن فوائده غير مثبتة علمياً.
 
بدوره، ردّ الحبيب على تلك الانتقادات مهدداً باللجوء إلى القضاء، ومعتبراً تلك الانتقادات تشويهاً لسمعته، ما أثار المزيد من الجدل بين الأطباء الذين أكدوا أن هذه التهديدات دليل ضعف موقفه، وهو ما أكدته الجمعية السعودية للطب النفسي في بيانها. 
 
يُذكر بأنه كان من أكثر المآخذ على الطبيب الحبيب إظهار مريض في الفيديو لتسويق الجهاز من خلال الحديث عن منافعه بصورة دعائية، ما اعتبره الأطباء مخالفاً لأبجديات البحث العلمي، لاسيما أن الطبيب منح مركزه حرية بيع الجهاز الباهظ الثمن عن طريق موظفي الاستقبال، من دون معاينة الطبيب.